فلتخدم موهبتُك قضيَّتَك..

إذا لم تكن تحمل رسالة ما، أو إيمانا بقضيّة ما، فستفعل ما يريده منك متابعوك أن تفعل.. ستكتب، ستناصِر، سترسم، ستغني، وستُنشِد ما سيعجَبُ به جمهورُك، ما يوافق الآخرين ورؤاهُم، ومعتقداتِهم.. لا ما تؤمن به أو تعتقِدُه أنت..

ربّما لن تخذل القواعد العامة.. ربما لن تخالف الأخلاق والمبادئ..
لكن، مجرّد أن تكون بلا إيمان.. بلا قضية.. ستكون موهبتك بلا طعم.. ستكون كلماتك بلا معنى.. ستكون مشاهد عرضك بلا رسالة.. ستقدّم شيئا عاديا، معتادا.. ممّا اعتاد الجمهور على مشاهدته وقراءته وسماعه..

ربما ( وبدون رسالة ) ستكسب الجمهورَ ومتابعتَهم.. يمكنك ببساطة أن تفعل ذلك.. فقط كن ذكيا واستهدف مشاعرهُم وعواطفَهم.. سيشكرونك، سيشجعونك، سيقفون وراءك.. فقط لأنك تقدم ما يناسبهم، وما يجدونه أقرب لعقولهم ومنطقهم.. سيكون هدفك حينها “رِضاهم والسلام”.. لا أكثر ولا أقل، سيكون هدفك رضا جمهورك..

لكن أن تؤمن برسالة، أن تمتلك قضية، أن تعيش لفكرة.. فيعني أنّ الجمهورَ وقناعاتِهم ستكون في درجة أدنى.. حتى الشخصيات والأشخاص الذي يوافقونك، والذين يخالفونك سيكونون في درجة أقل.. ستكون هنالك الفكرة.. ستكون القضية في المرتبة الأولى..

” من يمتلك موهبة، دون أن يملك إيمانا ما بقضية معينة، يسهل عليه أن يعبّر عن أي شيء مما تريده الجماهير من حوله، أن لا يخالف معتقداتها.. لكن من يمتلك موهبة ويمتلك معها قضية، سيكون من الصعب عليه ألا يعبّر عن تلك القضية بموهبته، سيكون صراعا داخليا هائلا لو أنه حاول إسكات موهبته، وسيكون الأمر أصعب بكثير لو أنه حاول تزييفها، لو حاول إرغامها على القول بعكس ما يؤمن به.. ” < شيفرة بلال. د.أحمد خيري العمري >

محمد بن عبد الله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان قائدا سياسيا ورجل دولة محنّك.. وكان صاحب إيمان..
بلال بن رباح كان صاحب صوت جميل، وكان يحمل في داخله إيمانا..
مارتن لوثر كينغ كان صاحب خطابات قوية، وكان يحمل في داخله قضية..
عمر بن الخطاب.. صلاح الدين الأيوبي.. ملالا يوسفزاي.. مانديلا..

يتشابهون في كونهم عظماء، ويتشابهون في “وجود قضيّة” مّا.. إيمانٍ ما.. ولو اختلف الإيمان..

قد يختلف نوع الإيمان.. قد يختلف نوع “القضية”.. لكن نتائج الإيمان بالرسالة، على الشخص ذاته وعلى المحيط من حوله متشابهة.. وأغلب هؤلاء العظماء يستلهمون القوة والشجاعة من القضية نفسها.. من صدقِها وعمقِها.. قبل أن يستلهموها من المحيطين بهم حتّى..

بالمناسبة، حتى القضية والإيمان بالمعنى السلبي، يفعل بالشخص ما يفعله الإيجابي.. مسيّرو العصابات، وأصحاب النوايا السيئة غالبا ما يمتلكون ” إيمانًا ما”.. “قضيّة ما” يحاربون ويخاطرون بحياتهم من أجلها..

وأنت يا صديق 😉 .. ماذا فعلت بموهبتك؟ هل استثمرتها في نصرة قضية مّا؟ أم أنك لم تكتشف موهبتك بعدُ، أصلا.. يكفينا ما أضعنا من مواهب وطاقات من قبل.. لذا لا تسمَح لنفسِكَ ولنفسِكِ أن تكون مشهدا آخر من مسرحية قديمة.. والمؤلم أنها ما زالت متواصلة..

لا تسمح لنفسك أن تكون رقما إضافيّا لإحصائية مؤلمة.. أبت أن تكفّ عن الإرتفاع..

اكتشف موهبتك، واختر رسالتك وانطلق 😉
يا صديق ❤

الإعلان

2 Comments اضافة لك

  1. التوقف عن الكتابة سبب في العودة لها!
    ذكرتني خاطرتك هذه بالسبب الذي من أجله قررت أن أكتب أولى رواياتي لنشرها، إذ اعتدت غالبا الكتابة لي فقط. بعد كتابة أربعة أجزاء تقريبا، كل جزء يحتوي على اثنان أو ثلاث صفحات، خفت أن يكون الطرح فيها مجرد سرد للأحداث دون التطرق إلى المُساءلة بعد أن تأثرت بقول أحدهم، فتوقفت … تساءلت حينها أيقرؤها أحد بعد نشرها؟ هل ستحقق الهدف الذي من أجله كُتبت؟ كيف ستصل كلماتي إلى قلب و عقل القارئ؟… بدأت أفكر ماذا من الممكن أن يجعل أي قارئ يتطلع لقراءتها حتى النهاية… وجدت أنّ صدق الكاتب في نقل التفاصيل تفعل ذلك فهي نفسها، تفاصيل الأحداث، تصنع التساؤل… تجتاحني نوبة من الإلهام بعد قراءة مؤلفاتك فأهرع بعدها إلى سكب ما يجوب خاطري على دفتري، هذه المرة سكبتها هنا لأخبرك بما تفعله كلماتك بي… شكرا للالهام الذي تنثره🙏

    Liked by 1 person

    1. مجرد ورود تلك الأسئلة على الكاتب أثناء رحلة الكتابة تعتبر أحد أدلة صدقه ورغبته في تقديم شيء ذا فائدة عميقة للقارئ..
      سعيد جدا بتعليقك على كلماتي وكيف تؤثر فيك.. وممتن لعالم الكتابة الذي يخلد المعاني حتى بعد سنوات من التفكير فيها 🙏

      Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s