قناديلٌ في لحظات التيه !

وإنَّ أُنَاسا قد زرعهم الله قناديل حكمة مضيئة بيننا، منتشرين كنجوم وسط عتمة السماء، منابيع كل طمأنينة وعافية وراحة نفسية.. ستواجهنا الحياة وتعتصرنا، ستجتاحنا العتمة، سيتملكنا الاضطراب، ويتصف العالمُ حولنا بالضبابية، والطرقُ أمامنا بعدم الوضوح، وسنفكر أول ما نفكر في أقرب شخص إلينا نعرفه من أولئك.. جعلهم الله مخارج ومطارد للشكوك والحيرة التي تجتاح نفوس الناس على الأرض، ومنابع كل راحة ويقين.. يستمعون بلا ملل، وينصتون بلا كلل.. سيبهرونك بقدرتهم على الاستماع، ثم يبهرونك مرة أخرى بالبرد والسلام الذي تبسطه كلماتهم حَوَالَيْ قلبِك.. يتركون راحتهم من أجلك، نومهم من أجل الاستماع إليك، مشاغلهم من أجل أن يطردوا عنك شبح الحيرة والخوف.. يحزنون لحزنك، ويفرحون كالأطفال إذا ما رأوا أولى علامات وأمارات نجاحك.. يهمّهم أمرك أكثر مما يهمّك أحيانا.. يفعلون ذلك، ولا ينتظرون جزاءً ولا شكورًا..

وفي أغلب الأوقات ننسى، ننسى أنهم أشخاص مثلنا.. يملكون قلوبا كما نملك، قد تكون أرأف وألين من قلوبنا.. مشاغل ومشاكل.. تواجههم صعوبات كما تواجهنا.. وتحدهم العقبات كما تحدنا.. تتملكهم الهموم، وتستنزف من طاقاتهم المشاغل.. ننسى ونحن نقص عليهم مشاكلنا ونحن نبكي بين أيديهم ونحن نصف تفاصيل يومياتنا وهمومنا أن نسألهم عن أحوالهم.. كتومون غالبا، لذا قد لا يخبرونك عن أنفسهم دون تسألهم عن ذلك.. قلوبهم تتحمل الكثير، واسعة بشكل لا يوصف.. يتألمون بصمت، وينشرون الراحة والسكينة بأعلى أصواتهم.. قد يكون والدًا أو والدة، عمًا أو قريبًا، صديقًا أو صديقة، أستاذًا أو ملهمًا.. قد يكونون أي أحد من هؤلاء، تختلف صفاتهم، لكنهم يحملون قلوبًا متشابهة، وعقولا حكيمة..

يارب..
هم الدواء فاحفظهم.. والبلسم فاشفِ قلوبهم..
هم الخلاص، فافتح عليهم أبوابك..

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s