ومازلت أذكر تلك الحادثة بكل تفاصيلها..
وأنا جالس على الأرض مع أطفال من أعمار متقاربة، من ابن الثلاث سنين – ربما – إلى صاحب الخمس سنين، لم يكن الفارق شاسعا بيننا..
والمكان هو محضرة المسجد، والتي أداوم على الحضور إليها – غالبا – ..
كانت المحضرة تفتح أبوابها للأطفال والصغار بعد صلاة المغرب، ليقرؤوا ما تيسّر من صغار السور ..
كنا قد انتهينا من القراءة، وقف أحد الأساتذة وبدأ يتحدث، اختار أن يتحدث عن موضوع ” تقوى الله والخوف منه ” ..
لا أذكر أنه قام بتعريف هذه المصطلحات الغريبة علينا، لكن ما أذكره أنه انطلق في ذكر عقوبة من لا يخاف الله، ” عليكم بتقوى الله، إنها لهي النجاة من عذاب يوم القيامة، ومن لم يفعل، فليخف عقوبة الله .. “، لا أدري إن ذكر النعيم والجنة أم لم يفعل، أم أنه لغبائي ولقصر عقلي لم أعِ كلامه جيدا، ولم آخذه كاملاً ..
على كل حال ، خرجت من المسجد، كانت الشوارع مظلمة بعض الشيء – وربما أفكاري هي التي أشعرتني بالظلمة – .. كنت وحيدًا، أسير وأرتعد – خوفًا من الله – على الأقل كي لا أقع في الجحيم والنار، أنظر إلى السماء وأقول في نفسي :” يارب إني أخافك فاشهد، يارب إني أخافك فاشهد ” ، وكأنني في مشهد سنمائي .. لكن قلبي قد اطمأن قليلًا بعد ذلك، يبدو أنّني سأنجو من عذاب الله، على الأقل لأنني أعلنت خوفي، ولقد ” خفت من الله ” والأستاذ هو من أمرنا بذلك ( أمرنا أن نخاف الله ) ..
كنت مستلقيًا على الفراش وقتها، حاولت الجلوس وأنا أبتسم، أكنت غبيًّا إلى هذه الدرجة، أكان مفهوم الخوف من الله سطحيًّا إلى تلك الدرجة بالنسبة لي .. لكن مهلاً، ألم يكن من واجب الأستاذ أن يدلّنا على مفهوم ومعنى ” الخوف من الله ” – على الأقل بما يناسب مستوى وَعيِنَا – بدل أن يحدّثنا عن عواقب وخيمة قد تحدث إذا لم نقم بهذا الشيء، ونحن لا نعلم حقيقة هذا الشيء أصلاً ..
لا تخف، يبدو أن أمرا مشابهًا يحدث للكبار أيضًا، هناك من يقوم بممارسة تلك المهمة التي قام بها أستاذك، لكن بطريقة خبيثة – ربما – أو بحسن نيّة..
على كلٍّ هناك من يقوم بذلك ..
مدونة عبد المجيد الشيخ بالحاج 