الانعزال | سبيل الأنبياء.. وتجارب المتميّزين..

انقطعت عن الأنترنت لمدة أسبوع كامل.. مع توقف عن النشر قبل ذلك بكثير .. كنت مضطرا لفعل ذلك في أول الأمر، ثم واصلت ذلك متعمدا.. خاصة مع ظرف الإمتحانات..

وما حاجتنا فيك، وما الفائدة من ذكرك لهذا ؟!..

قبل مدة شدني موضوع الانعزال والعزلة، وما يحمله من معاني البحث عن الذات، والإبتعاد عن صخب الحياة وهرجها، والتركيز أكثر، والتفكير بصورة أوضح وأنصع في الطرق والمآلات والنهايات والأهداف والمبادئ..

هو موضوع قديم قدم الإنسانية، كانت وسيلة من وسائل الأنبياء عيسى وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.. يبدو أننا أصبحنا في أمس الحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى..

هناك تجربتين حديثتين من واقعنا للعزلة، ألهمتني جدا، سأنشر روابط عنها في التعليقات :

الأولى : تجربة الإعلامي المتميّز أحمد الشقيري للعزلة بعد الانتهاء من برنامج خواطر لمدة 40 يوما، في جزيرة بعيدا عن الأنترنت والأجهزة الذكية.. ومحاولته للخوض في أعماق ذاته، بتحليل مختلف سلوكياته، والتفكير في مستقبله.. انعزال مع مجموعة كتب، وهاتف ” حطبة ” قديم جدا..

الثانية : تجربة انعزال قصيرة جدا، للمتميّز عمر فاروق، في جزيرة الشيخ إبراهيم جنوب البحرين ليوم واحد.. بعيدا عن زحمة الأفكار وتشتت التفكير، مع اصطحاب لأهم 10 أشياء مهمة يحتاجها خلال ذلك اليوم ..

ما علاقة كل هذا بأول الموضوع ؟

في الحقيقة وجدت أن تجربةً مماثلة لهذه تحتاج الكثير من الإعداد والتفكير والتخطيط.. ولبعض الإقناع ربما.. تتطلب الكثير من الجهد والعمل..

لكن الشيء الذي اكتشتفته في هذا الأسبوع أن هنالك طريقة أسهل وأبسط لتحقيق بعض الإنعزال..

مجرد الإنعزال عن الفيس لمدة أسبوع سيجعلك تشعر كأنك أصبحت تعيش في عالم مختلف تماما، هادئٍ.. أعدك أنك ستفعل الكثير خلالها.. ستفعل الكثير والمثير.. بعيدا عن الأخبار العاجلة المهولة، والأفكار المتهاطلة من مختلف المنشورات التي تجعل عقولنا عاجزة عن تحقيق تحليل منطقي لكل ذلك، وعاجزة عن سماع أصواتنا الداخلية التي تتظاهر، تُضْرِب في كل مرة.. لكن دون جدوى..

مظاهرات ومطالب وإضرابات داخلنا..

لكننا نأبى إلا أن نهتم بمطالب وإضرابات الآخرين.. ونهمل مطالب أنفسنا..

نفسك تناديك.. فقم ولبِّ النداء..

من التالي ؟! ..

أرجو أن تعود إلينا قريبا ..

الإعلان