بداية، ولأكون صريحا، فإني قد اعتزلت القراءة في كتب التنمية الذاتية منذ مدة، لنظرة سلبية نوعا ما أحملها تجاهها..
الكتاب: كن سيارة فيراري بدون مكابح
النوع: تنمية ذاتية وتحفيز
المؤلف: رميسة ڨرڨاح Ramossa Guergah
دار النشر: منشورات المثقف
عدد الصفحات: 112 صفحة
قامت الأخت بتأليف الكتاب وهي بنت 20 ربيعا، وهو عمر مبكر جدا لأي مؤلف.. فقد امتلكت من الشجاعة والإقدام الكثير لتفعلها في هذا العمر المبكّر.. وفي مجال مخالف لما توجه إليه أغلب الشباب المبتدئين، وهو مجال الرواية..
بداية وددت أن أبدأ ملاحظاتي بالجانب الشكلي منها..
الواجهة لم تعجبني كثيرا، وبحكم بعض الخبرة السابقة في مجال التصميم، فإني أعتقد أن القليل من الممارسة، والكثير من روح الإبداع، يمكّننا من إنتاج واجهة أفضل منها.. تجذب القارئ وتقدم راحة أكبر له..
تصميم الكتاب الداخلي تم إهماله تماما.. فلم يتقيّد بالأساسيات فضلا عن الإحسان في الكماليات.. وأعتقد أنه تعرض لإهمال واضح من طرف دار النشر.. فالكتابة متتابعة جملة بعد أخرى، بداية من عنوان الفصل إلى عنوان المقال.. بالنسبة لعنوان الفصل مثلا، فلم تخصص له صفحة فارغة، وقد كُتب مرة في آخر الصفحة وأحيانا في وسطها.. إلى تصميم الفهرس وتنظيمه.. والكثير من الملاحظات الأخرى.. لا أعلم إن كان الأمر متعمَّدا من طرف دار النشر !..
انتقالا للمحتوى.. فقد تميّز بميزتين:
– بساطة اللغة وعدم التعقيد، مما يجعل الأفكار واضحة ومفهومة..
– تقسيم المقالات على شكل نقاط متتالية، يبسّط المواضيع.. ويسهّل استيعابها..
الكتاب قُسّم إلى أربع محاور، تحدثت في المحور الأول عن الجانب الروحي للإنسان من صلاة ودعاء وأثر ذلك على الصحة النفسية والجسمية.. لتتحدث في المحور الثاني عن الثقة بالنفس، الأهداف، التحفيز، السعادة.. لتنتقل في المحور الثالث إلى الصحة الجسمية والرياضة.. ثم تحدثت عن كل ما يتعلق بالطالب والدراسة في محورها الأخير، من ترتيب الأولويات إلى التأجيل، التركيز، الذاكرة، المراجعة النهاية..
وهذه بعض الملاحظات العامة حول المحتوى:
1/ تناوُلُ موضوع العبادات من جانب آثارها الجسمية والطاقوية بشكل مسهب، والحديث عن حركات الصلاة الرياضية، يجعلها تفقد معانيها الروحية والوجودية.. الإسهاب في الحديث عن تلك الدراسات يُظهِرنا بمظهر من يدعوا إلى الصلاة ويُرغِّب فيها بآخر أسلحته.. لا أستسيغ الحديث المتواصل عن هذا الجانب.. خاصة إذا وقعنا في تقزيم أو عدم ذكر الجانب الروحي والراحة النفسية..
2/ استعمال كلمات التضخيم أمثال “العظمة”، “خرافية الروعة”، ” مجربة ومضمونة 100٪” يجعلني أشعر أنها تخفي نقصا ما.. وكل من يكتب في مجال التحفيز والتنمية الذاتية يستعملها -أغلب الظن – لكني أراها كلمات تجارية ترويجية، لا أكثر، بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع.. تُشعِر القارئ بالنشوة لفترة قصيرة، ثم لا يلبث أي يصطدم بالواقع.. ربما ستحقق تغييرا في حياتي وربما لن تفعل، الأمر نسبي جدا.. وليس الكتاب ولا محتواه من يجعلني عظيما، بل تطبيق ما يمكن تطبيقه منه هو ما يحسن أحوالنا.. ولا أُنكِر أن الأخت نوّهت لنقطة التطبيق أكثر من مرة..
3/ لدي حساسية مفرطة تجاه عبارة “أثبتت دراسات”، و” كشفت تقارير”.. ما إن أقرأها إلا وأجدني أبحث عن المصدر.. ذكر العبارة في كل مرة، دون ذكر أي مصدر لتلك الدراسات ينقِص من قيمة المحتوى..
كتوصيات أخيرة، أرجوا أن تُغيّر واجهة الكتاب لأخرى أفضل، إن كان هناك طبعة أخرى.. وأن يتم تنسيق محتوى الكتاب بشكل احترافي أكثر..
محتوى الكتاب مهم جدا، خاصة المحور الأخير الموجه إلينا كطلاب.. ثانويين أو جامعيين..
أحيي الأخت على كمية الشجاعة التي تحلت بها كي يرى مولودها النور.. وأتمنى لها مستقبلا مشرقا.. ومواليد أخرى، أكثر عمقا وجمالا..
ادعمني بمشاركة المقال مع أصدقائك إن كنت تعتقد أنه يستحق ذلك 😌
انضم إلى قناتي على التلجرام حيث أنشر كلماتي، خواطري، مقالاتي ،مراجعاتي ،وبعض الفوائد المتناثرة التي أتعثر بها هنا وهناك.. على هذا الرابط: https://t.me/AbdelmadjidBlog