هل يمكن أن يكون إعصار “إرما” عقابا لنا؟

إذا كان إعصار “إرما” عقابًا من الله فماذا تعتبر حرائق الغابات التي اجتاحت ولايات عديدة بخسائر فادحة هذه الصائفة؟

إذا كان عقابا من الله فماذا يعتبر الاضطهاد الذي يتعرض له مسلمو الروهيغيا؟

إذا كان عقابا من الله فماذا تعتبر حالة الحرب واللاأمن التي ترزح تحتها منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من 5 أعوام؟

إذا كان عقابا من الله فماذا تعتبر حوادث موسم الحج التي يذهب ضحيتها المئات؟

إذا كان عقابا من الله فماذا تعتبر حالة الذل والهوان واللافعاليّة التي نعيشها منذ قرون؟

يبدو أن الكثير من المسلمين يعتقدون أنّ لهم كل الصلاحية لتحديد ما إذا الحدث “عقابا” من الله أو هو “اختبار وابتلاء”.. يعتقدون أن لهم كل الصلاحية للحديث ” باسم الله”..

ألا يمكن أن تكون حرائق الغابات في أراضينا “المباركة” عقابا من الله؟ ألا يمكن أن تكون حالة الذل التي نعيشها عقابا منه عز وجل؟.. حالة الحرب واللاأمن؟ حوادث الحج؟ اضطهاد المسلمين؟..

ألا يمكن أن يكون الإعصار اختبارا “لهم” على فعالية تقنياتهم ضد الأعاصير، وعلى فعالية تقنيات رصدها والتنبؤ بها؟.. وسيلة تشجعهم على التطور والتقدم العلمي أكثر، وتقديم الأفضل واستكشاف الجديد؟..

لا يمكن لأي شخص مهما كان أن يصنّف حالة حرجة تمر بها أمة أو مجتمعا أو فردا ما تحت صنف معين.. أن يحدد ما إذا كانت ابتلاء واختبارا، أو عذابا وانتقاما.. فالأمر من ليست من صلاحياتنا أصلا..

شخصيا أعتقد أن مشكلتنا في هذا ليست عقدية تماما.. بقدر ما هي فكرية، أو نفسية.. تلك العقدة التي تشكلت في دواخلنا بمرور سنوات عديدة من الذل والهوان، والبعد عن الحضارة الأخلاقية والعلمية والإقتصادية.. تلك العقدة التي تشكلت تجاه كل ما هو غربي، جعلتنا نفسّر كل أزمة يمر بها “عقابا”.. وكل ما نمرّ به ” بلاءً “..

ألا يمكن أن يكون عقابا نفسيا لنا؟.. والعقاب النفسي أقسى أنواع العقوبات حتى من الجسدي.. ألا يمكن أن يكون محطة أخرى ترينا كيف أن أناسا اجتهدوا وأجدوا فحموا حياتهم وحياة قومهم؟.. (إذا لم تجد العبرة من السؤال الأخير، فيمكنك تتخيل خسائر إعصار مماثل في أراضينا).. ألا يمكن أن يكون إعصارا يذكرنا بتطور بناهم التحتية وأنظمة الرصد المسبق، وبحالنا وأحوالنا وتقاعسنا وفشلنا؟ يذكرنا بمخالفتنا لقوانين الحياة وسننها؟..

نعم يمكن.. لكنه يبقى احتمالا من الإحتمالات..

لا أحد يعلم، ولا يمكن لأحد أن يقرّر..

الإعلان