Snowpiercer 2013 +++++
يبنى الوطن على فلسفة قوم يرون أنفسهم الأذكى والأحق بالتفكير والإقرار نيابة عن الآخرين..
يقسمون الشعب إلى طبقات، كلما نزلت للأسفل، كلما كانت ظروف الحياة أقسى، وكلما كان الحق في الحياة أرخص.. الأغنياء القلائل لهم كل الحق في حياة هنيئة، مسابح، حقول غناء، ملاهي، وكل ذلك من أجل الحفاظ على الوطن.. وللفقراء ما يجعلهم على حافة الموت لكن دون جعلهم يموتون.. الفقراء ولودون جدا، الثورات، وفوهات الأسلحة كفيلة بحل الإشكال..
الحكام، ينمقون مظهر المجتمع بقطف ما يخرج عن طريقهم وعن فلسفتهم حول نمط الدولة والوطن.. لا حاجة لمن يرى أن له الحق في حياة أفضل.. لا حاجة لمن يثور.. لا حاجة لمن يظهر نفسه أعلم بالأوضاع الداخلية والخارجية..
الشرعية الثورية.. من سيطر أولا.. من كان هنا قبل الآخرين.. له الحق في الحكم للأبد..
من يخرج عن الطاعة سيبقى عبرة للتاريخ، تقص حكايته وتعاد أكثر من قصة الوطن نفسه، حتى تقتل تلك الرغبة في رؤية مالا يراه الحاكم.. الحاكم هو الصواب.. وما سواه العقوق والنذالة وغياب الحكمة والسفاهة..
لولا الحاكم، لولا السلطان، قد كنتم في خبر كان منذ زمن طويل.. للحاكم كل الفضل في الحياة التي تحيونها اليوم.. لذا فمناقشة نوع الحياة وظروفها شيء لا معنى له، لأنه كان من المفروض أن تكون غائبا عن الحياة أصلا، لولا فضل الحاكم طبعا..
لا حياة خارج الوطن.. غير الوطن هو الموت المحتم.. الأساطير والكتب المدرسية والمعلمون والقنوات الإعلامية كلها تخبرنا أن من حاول ذلك سابقا قد لقي حتفه بالفعل..
وفي أول خطوة خارج الوطن المزعوم.. خطوتين أبعد قليلا، ستكتشف إحدى علامات الحياة، تلك التي أخبروك وأقنعوك أنها مستحيلة وغير ممكنة.. خطوتين فقط كفيلة لتضعك أمام الدليل، وقد يكون الدليل دبا حرا يعيش في منطقة الجليد..
ادعمني بمشاركة المقال مع أصدقائك إن كنت تعتقد أنه يستحق ذلك 😌
انضم إلى قناتي على التلجرام حيث أنشر كلماتي، خواطري، مقالاتي ،مراجعاتي ،وبعض الفوائد المتناثرة التي أتعثر بها هنا وهناك.. على هذا الرابط: https://t.me/AbdelmadjidBlog