الهلاوس البصرية !

حوالي 10٪ من ضعاف البصر تصيبهم هلاوس بصرية..
1٪ فقط من يعترفون بذلك.. خشية أن يتهموا بالجنون..

متلازمة شارلز بونيه: Syndrome de Charles Bonnet..

مجموعة هلاوس تظهر لدى ضعاف البصر، ليست مرضا عقليا، تختلف تماما عن الخيال بحيث لا يمكن للمصاب بتلك الهلاوس أن يتحكم فيها، وتختلف عن الجنون، لأن المجنون غالبا ما يرى أشخاصا وأشياء تتفاعل معه وتحادثه وتسبه وتغضبه ربما، أما الهلاوس في متلازمة شارلز بونيه فهي مثل فيلم صامت..

ضعف البصر أو فقدانه يجعل المعلومات التي تصل إلى المخ شحيحة جدا أو منعدمة، ما يجعل بعض المناطق تنشط بشكل كبير لتنتج صورا مختلفة.. قد تختلف تلك الصور من مجرد أشكال هندسية بسيطة إلى أشخاص حقيقيين (أطفال يلعبون، رجال يتحركون..الخ) وقد تكون رسوما متحركة..

قد يمكن التعايش مع الأمر، وقد يصبح مصدر قلق في بعض الأحيان، عندما يتعلق الأمر برؤية وجوه مشوهة (شفاه ضخمة، أعين ضخمة..الخ) ولكل شيء من هذا (أقصد كل نوع من التشوه في الوجوه التي تظهر) تفسير علمي حول المنطقة النشطة المسؤولة عن تلك الصور.. أو قد يكون مصدر القلق رؤية طرق تنقسم أو أشخاص ينقسمون ثم يعودون إلى طبيعتهم الأولى..

تظهر عند ضعاف البصر خصوصا كبار السن.. وهي نادرة نوعا ما.. الجهل بالأمر، يجعل الأشخاص المصابين بتلك الهلاوس يخفون الأمر عمن حولهم وعن أطبائهم أيضا..

الابتعاد عن أي مصادر معلومات خارجية من صوت وصورة في حالات الانعزال، السجن، استكشاف البحار والكهوف..الخ قد يجعل عقولنا تنشط لتعطي هلاوس مشابهة تماما..

معرفة مثل هذه الحالات يجعلنا أكثر وعيا ونضجا في التعامل معها.. ويجعلنا أكثر فهما لطرق عمل ونشاط أدمغتنا..

إضافة: أقترح عليكم مقطعي فيديو للاستزادة في هذا الموضوع:

1/ محادثة على منصة TED لطبيب الأعصاب Oliver Sacks بعنوان: ماذا تكشف الهلوسات عن عقولنا؟

2/ حلقة من حلقات “الاسبتالية” للطبيبة: إيمان الإمام بعنوان: الملل !