ويحدث أن تمل من المراجعة المستمرة.. تمل من الفيسبوك ومحتواه ومع ذلك تعود لتطلع عليه.. نزولا وصعودا.. لكن لا شيء غير الملل.. الأيام ما قبل الإختبار أيام باهتة جدا.. رغم كل الإختبارات التي مررت عليها من سنواتي الأولى في الإبتدائية إلى اليوم، أبدو أمام أي اختبار قادم كإنسان لم يذق طعم المساءلة من قبل.. وأنت في تلك الأيام العصيبة تحاول ألا تشتت نفسك كثيرا.. ألا تناقش مواضيعا ولا تكتب شيئا ولا تطرح أخرى.. لكنها ستذكرك بكل المسائل الوجودية، وستمدك بكل الطرق إليها.. كلها، إلا الطريق المؤدي إلى دروسك وملخصاتك.. حتى أنها تجعلك تخطط لأيام ما بعد الإختبار.. تبدو الخطط التي نحضرها حينها محكمة جدا.. إلى أبعد الحدود.. لكن الفراغ والفوضى سيعودان مجددا حتما.. هل كتب علينا أن نمر على هذه اللحظات في كل عام مرة أو مرتين؟.. لا بل ثلاث.. لا أدري حقا.. لكن ما أعلمه أنها تستنزف مني الكثير.. الكثير يا صديق..
ولمَ تخبرنا بكل هذا وهل من فائدة؟
لا من فائدة تذكر ياصديق.. محاولة بائسة لدفع البؤس، وانقشاع الضبابية والسكون والملل والدقائق الثقيلة.. أتعلم؟ هي تبعدني عن الكتابة وهذا ما أذمه فيها.. لذا أنا أفعل هذا رغما عنها.. أفعل هذا وأنا أعلم يقينا أني أفعله إرضاء لدوافع داخلية تتبختر وتزهو وهي تلاعب الحروف..
لكن هل سيغير هذا من الأمر شيئا؟.. على الأغلب لن يفعل.. لا لن يفعل.. فالسكون قد تشبث بالزمان والمكان معا.. والجدران الباهتة قد أصبحت مسكني ومرافقي.. تتبعني أينما حللت وارتحلت..
أليس ما تكتبه طويلا؟.. أحاديث النفس ولحظات الكتابة من الظلم أن تقطعهما.. مثل صلاة مؤمن لربه.. أو تذلل راهب لإلهِه.. يجد فيها راحة لا توصف.. لا توصف حقا فحتى الكلمات تعجز عن فعل ذلك.. لذا فمن الظلم أن أوبّخ نفسي أو أمنعها عن بوحها..
وما حالها الآن؟..
اللا معنى يا صديق..
اللا معنى ولا شيء غيره..