شبكات التواصل الإجتماعي.. وعلامات التوقف 🚷 (لماذا نقضي أوقاتا طويلة في مواقع التواصل ؟)

من أهم الأسئلة التي قد يطرحها أي شخص بخصوص مواقع التواصل الإجتماعي: ما الذي يجذبنا إلى مواقع التواصل الإجتماعي؟ ويجعلنا نقضي الساعات الطوال دون الشعور بمرور بساط الوقت من تحت أرجلنا ! .. ربما قد تكون الإجابة التي تتبادر إلى أذهاننا بداية هي تميُّزُ المحتوى وطريقة العرض.. وقد تكون في الحقيقية تهرّبا من مسؤوليات وواجبات واقعية تنتظر منا القيام بها، لكننا نستثقلها ونفضل الولوج إلى عالم التواصل على البداية في إنجاز ما ينتظرنا..

بينما أتابع إحدى محاضرات TED حول موضوع “تأثير الشاشات في حياتنا“، إذا بالمحاضِر Adam Alter يخبرنا أن السبب وراء قضائنا لأوقات طويلة أمام تطبيقات التواصل الإجتماعي هو غياب علامات التوقف فيها !..

في أوقات ماضية كانت هناك الجريدة وكنت سترميها عند بلوغك صفحتها الأخيرة.. والحصص التليفزيونية وكنت ستطفئها انتظارا لموعد الأسبوع المقبل.. والكتاب وكنت ستتخلى عنه نهائيا إذا أكملته، أو لحظيا إذا أنهيت إحدى فصوله.. كانت علامات التوقف منتشرة في كل مكان..

أما في مواقع التواصل الإجتماعي فلا نهاية.. كلما لمست الشاشة نحو الأعلى كلما كان هنالك المزيد.. المزيد دون توقف.. دون نهاية.. إذا كنت تملك تدفقا عاليا للأنترنت فالأمر سيكون مثل بساط لا نهائي من المنشورات.. وعندما تمل من إحدى المواقع فستقفز للأخرى على أمل العودة للموقع الأول أو القفز إلى موقع تواصل آخر.. دون نهاية..

فما الحل يا ترى؟.. أتخيل الفيس بوك بتنبيه بعد عدة منشورات يخبرك فيه ” لا جديد “.. أمر لن يحصل طبعا.. لذا فإن الحل يكمن في علامات توقف نثبتها ونغرسها بأنفسنا.. طريقة منع مواقع التواصل الإجتماعي من وقت كذا إلى وقت كذا قد تكون مفيدة في مواضع، وقد لا تكون في عدة مواضع، لأن برامجنا تتغير واحتياجاتنا أيضا من يوم لآخر..

يبدو أن المنع يجب أن يحدد بأمور ونشاطات ثابتة من برنامجنا اليومي.. ” لا وجود للهاتف عند طاولة الطعام ، ويجب أن يبقى بعيدا جدا عنها “.. علامات توقف وتحذير مثل هاته يمكنك أن تطبقها على أفراد العائلة جميعا.. عندها فقط سيعود شبح مواقع التواصل الذي ينهش المزيد والمزيد من أوقاتنا إلى حجمه الطبيعي..

عندها فقط سنتعرف على محتوى أطباقنا، سنعطي أهمية لأزواجنا وزوجاتنا.. سندرك الجمال في الطبيعة ونحن نتنزه في أرجائها.. ستبلغنا التفاصيل التي تنبض بها الحياة ويغفل عنها الكثير في عصرنا..
عندها فقط سندرك الحياة بمعنى أجمل..

الإعلان