في لقاء فكري أدبي، لمجموعة من القراء ومحبي المطالعة.. 😃
أعاد أحدهم إلقاء قصيدة ( لا أدري إلى أي نوع ولا أي لون تنتمي ) كان قد ألقاها في لقاء سابق شبيه ( على حسب قوله ).. كانت تتحدث عن الصداقة.. لم تعجبني صراحة فهي لا تقدم شيئا جوهريا ولا شيئا جديدا مفيدا.. مجرد “بلا بلا” مثل الكلمات السطحية والجمل العابرة التي نلتقي بها يوميا في هذا العالم..
لا أدري ما الشيء المميز فيها حقا حتى طلب الحضور إلقاءها ثانية.. 😕
دعك من الحسود ودعك من صديق المصلحة ودعك من كذا ودعك ودعك..
من خلال المناقشة هناك من حاول أن يطرح أسئلة، تنبه ملقي الكلمات أن كلماته سطحية جدا ولا تقدم فائدة كبيرة.. كمثل: كيف نميّز صديق المصلحة من الصديق الحقيقي؟ وهل علينا أن ننتظر حقا قدومه؟.. وأسئلة أخرى..
من خلال الجو العام للمناقشة تبيّن أن لدى الكثير منا نظرة متعالية.. ومتعالية جدا بخصوص هذا الموضوع..
فكان الأغلبية يتحدثون وكأنهم متواجدون في مركز الكون 😲 .. وأن العالمين يتسارعون للظفر بصداقتهم.. وكأنهم في برجٍ عالٍ.. ينظرون إلى القادمين إليهم طلبا لصداقتهم.. فهم محتارون فيمن له الأحقية في ذلك..
هناك من الحضور من نبّه إلى أنّنا خلقنا على هذه الأرض، لنكون خلفاء.. لنؤدي رسالتنا على وجهها.. لذا علينا أن نبادر بالعطاء قبل أن نطلب.. أن ننشر الخير ونصادق الآخرين، ونكون أحسن مثال على الصداقة.. في الحقيقة كانو على صواب..
الصداقة أخذ وعطاء.. قبل أن تسأل: من يستحق صداقتي؟.. إسأل: هل أنا هو ذاك الشخص الذي أتمنى صداقته؟.. هل توجد فيّ تلك الصفات التي أبحث عنها في الآخرين، لأحدد ما إن كانوا يستحقون الصداقة أم لا؟
أحيانا من الجيّد أن تضع نفسك موضع مساءلة بدلا من أن تنصب نفسك قاضيا في محاكمة الآخرين.. يقولون: كن التغيير الذي تتمنى أن تراه في العالم.. وأقول: كن الصديق الذي تتمنى صحبته..
في الأخير.. لا أدري لمَ أعتبر أحيانا مناقشة هذه الأمور والولوج فيها كثيرا، نوعا من الترف الفكريّ..
هناك الكثير مما يستحق أن نقضي وقتنا في مناقشته..
كان اجتماعا مميزا لاحتوائه على العديد من الفقرات.. من بينها مناقشة لكتاب ” شروط النهضة ” لمالك بن نبي..